يدرس في شعبة الرياضيات بثانوية ابن طفيل بإمامة بتلمسان، طموح، يتحدث بكثير من الحياء، يحمل بداخله مواصفات الشاب المنضبط الذي يسعى إلى تحقيق الأهداف التي سطرها في حياته الدراسية، هذا ما لمسناه ونحن نجلس إلى صاحب أعلى معدل وطني في بكالوريا هذه السنة، الطالب بندي مراد أحمد أنس الذي سيحتفل يوم الأربعاء القادم بعيد ميلاده الـ 18، يوم لقائه التاريخي مع رئيس الجمهورية، وهو الحدث الذي أكد بشأنه أنه سيكون أجمل ذكرى في مشواره.
أنس جلس إلينا بالقرب من الثانوية، أين كان يدرس في وقت كانت فيه عشرات المكالمات الهاتفية تتهاطل من أصدقائه وأفراد عائلته يزفون تهانيهم، عاد بنا إلى الوراء إلى تلك السنوات التي قضاها برفقة زملاءه في الصف الدراسي، والتي تكللت بتفوّق جميع تلاميذ القسم يوجد من بينهم 4 تحصلوا على تقدير ممتاز، من بينهم صاحبة المرتبة الثالثة وطنيا التلميذة بطيوي ريم إلهام و8 تقدير جيد جدا، حسب مدير المدرسة، زريوح محمد الحبيب، الذي تحدث لنا قبل لقاءنا بالتلميذ المتفوق، الذي قال إن تحضيراته كانت مدروسة وفق مخطط تحضيري لا مكان فيه للتهاون، حيث كان يخصص 4 ساعات يوميا وفق معامل كل مادة، معتمدا على إرادته في تحقيق الهدف المنشود. أنس الذي كان يتوقع حصوله على شهادة البكالوريا لم يكن أن يكون الأول وطنيا وبمعدل 18.90، خاصة وأن معدله السنوي 17.90، معتبرا هذا الإنجاز بالشيء الكبير الذي أفرحه وأسعد أفراد أسرته، مشيرا إلى أن مساعدة الأهل ساهمت في الإنجاز، ويقول أنس إنه اعتمد على الحوليات التي كانت تنشرها جريدة الشروق وأنها ساهمت بنسبة كبيرة في مساعدته على التحضير لامتحان البكالوريا، حيث كان يعمل على جلبها كل من خاله "كمال وحسين" اللذان كان برفقته عند لقائنا به، أين أكدا على أن أنس كان يعتمد في تحضيره على ما كانت توفره "الشروق" من حوليات. الطالب المتفوق الذي يرغب مستقبلا في أن يدرس بالمدرسة العليا للإعلام الآلي بالعاصمة كاختيار أول أو في مجال التكنولوجيا أو الطب، كانت صلته بالله العلي القدير كبيرة جدا من خلال مواظبته على الصلوات الخمس بشكل منظم، معتبرا أن الجانب الديني كان له تأثير كبير على تحسين مستواه الدراسي، بالإضافة إلى ما وفرته له والدته ووالده اللذان يمتهنان مهنة الطب، وكذلك دعوات جدتيه ربيعة وفضيلة بالنجاح. المتفوق رقم 01 في بكالوريا 2011 ، يحب كرة القدم ويهوى رياضة المشي لم ينس في حديثه لنا ذلك العمل الجماعي برفقة زملاءه في القسم، وتلك المنافسة التي وصلت ذروتها ما بين زملاء القسم والتي انتهت بتفوقهم جميعا، حيث يقول في هذا الشأن إن "أجمل ذكرى لن ينساها في حياته هي تلك الكلمات التي جاءت على لسان زميلته التلميذة بطيوي ريم المتحصلة على المرتبة الثالثة عندما أخبرته قائلة "إني أرى أن رئيس الجمهورية سيسلم عليك ..