منتديات شباب ششار لكل الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورمركز رفع الصورالتسجيلدخول

 

  ذاق طعم الإيمان من رضي / للإمام ابن القيم الجوزية -رحمه الله-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
nadjm
ـــ•نبض جديد•ـــ
ـــ•نبض جديد•ـــ
nadjm


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 23
الدولة : الجزائر
تاريخ التسجيل : 28/01/2014
العمر : 44

 ذاق طعم الإيمان من رضي / للإمام ابن القيم الجوزية -رحمه الله- Empty
مُساهمةموضوع: ذاق طعم الإيمان من رضي / للإمام ابن القيم الجوزية -رحمه الله-    ذاق طعم الإيمان من رضي / للإمام ابن القيم الجوزية -رحمه الله- Icon_minitime1الثلاثاء 28 يناير 2014 - 20:51


:قال ابن القيم رحمه الله تعالى:قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :« ذَاقَ طَعْمَ الإيمانِ : مَنْ رَضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّدٍ رَسُولاً »رواه مسلم.
وقال -صلى الله عليه وسلم- :
« مَنْ قَالَ حِيْنَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا. غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ »رواه مسلم.

وهذان الحديثان عليهما مدار مقامات الدين، وإليهما ينتهي. وقد تضمنا الرضى بربوبيته سبحانه، وألوهيته، والرضى برسوله والانقياد له، والرضى بدينه والتسليم له. ومن اجتمعت له هذه الأربعة:
فهو الصديق حقا.
وهي سهلة بالدعوى واللسان وهي من أصعب الأمور عند الحقيقة والامتحان، ولا سيّما إذا جاء ما يخالف هوى النفس ومرادها من ذلك: تبين أن الرضى كان لسانه به ناطقا. فهو على لسانه لا على حاله.
فالرضى بإلهيته : يتضمن الرضى بمحبته وحده، وخوفه، ورجائه، والإنابة إليه، والتبتل إليه، وانجذاب قوى الإرادة والحب كلها إليه، فعل الراضي بمحبوبه كل الرضى، وذلك يتضمن عبادته والإخلاص له.
والرضى بربوبيته : يتضمن الرضى بتدبيره لعبده، ويتضمن إفراده بالتوكل عليه، والاستعانة به، والثقة به، والاعتماد عليه، وأن يكون راضيا بكل ما يفعل به.
فالأول : يتضمن رضاه بما يؤمر به
والثاني : يتضمن رضاه بما يقدر عليه
وكثير من الناس يرضى بالله ربا ولا يبغي رباً سواه، لكنه لا يرضى به وحده وليا وناصراً. بل يوالي من دونه أولياء. ظناً منه أنهم يقربونه إلى الله، وأن موالاتهم كموالاة خواص الملك. وهذا عين الشرك.
بل التوحيد: أن لا يتخذ من دونه أولياء.

والقرآن مملوء من وصف المشركين بأنهم اتخذوا من دونه أولياء.
وهذا غير موالاة أنبيائه ورسله، وعباده المؤمنين فيه، فإن هذا من تمام الإيمان، ومن تمام موالاته. فموالاة أوليائه لون، واتخاذ الولي من دونه لون. ومن لم يفهم الفرقان بينهما فليطلب التوحيد من أساسه فإن هذه المسألة أصل التوحيد وأساسه.
وكثير من الناس يبتغي غيره حكما يتحاكم إليه، ويخاصم إليه، ويرضى بحكمه.

وهذه المقامات الثلاث هي أركان التوحيد:أن لا يتخذ سواه رباً، ولا إلهاً، ولا غيره حكماً”.

وأما الرضى بنبيه رسولا : فيتضمن كمال الانقياد له، والتسليم المطلق إليه؛ بحيث يكون أولى به من نفسه، فلا يتلقى الهدى إلا من مواقع كلماته، ولا يحاكم إلا إليه، ولا يحكم عليه غيره، ولا يرضى بحكم غيره ألبتة؛ لا في شيء من أسماء الرب وصفاته وأفعاله، ولا في شيء من أذواق حقائق الإيمان ومقاماته، ولا في شيء من أحكام ظاهره وباطنه، لا يرضى في ذلك بحكم غيره، ولا يرضى إلا بحكمه، فإن عجز عنه كان تحكيمه غيره من باب غذاء المضطر إذا لم يجد ما يقيته إلا من الميتة والدم، وأحسن أحواله: أن يكون من باب التراب الذي إنما يتيمم به عند العجز عن استعمال الماء الطهور.
وأما الرضى بدينه : فإذا قال أو حكم أو أمر أو نهى : رضي كل الرضى، ولم يبق في قلبه حرج من حكمه، وسلم له تسليما، ولو كان مخالفاً لمراد نفسه، أو هواها، أو قول مقلده وشيخه وطائفته.
وههنا يوحشك الناس كلهم إلا الغرباء في العالم. فإياك أن تستوحش من الاغتراب والتفرد، فإنه والله عين العزة والصحبة مع الله ورسوله، وروح الأنس به، والرضى به ربا، وبمحمد رسولا، وبالإسلام دينا.
بل الصادق كلما وجد مس الاغتراب، وذاق حلاوته، وتنَسَّم روحه قال: اللهم زدني اغتراباً ووحشةً من العالم، وأنسا بك. وكلما ذاق حلاوة هذا الاغتراب، وهذا التفرد: رأى الوحشة عين الأنس بالناس، والذل عين العز بهم، والجهل عين الوقوف مع آرائهم وزبالة أذهانهم، والانقطاع: عين التقيد برسومهم وأوضاعهم. فلم يؤثر بنصيبه من الله أحداً من الخلق، ولم يَبِعْ حظه من الله بموافقتهم فيما لا يُجدي عليه إلا الحرمان. وغايته: مودةَ بينهم في الحياة الدنيا. فإذا انقطعت الأسباب، وحَقَّت الحقائق، وبُعثِرَ ما في القبور، وحُصِّل ما في الصدور، وبُليت السرائر، ولم يجد من دون مولاه الحق من قوة ولا ناصر:
تبين له حينئذ مواقع الربح والخسران، وما الذي يَخِفُّ أو يرجح به الميزان، والله المستعان، وعليه التكلان .

[ مدارج السالكين، 2/ 170- 172، والمقتبس في وسط الكلام من ص 178-179 ].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذاق طعم الإيمان من رضي / للإمام ابن القيم الجوزية -رحمه الله-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المشروع الأول في اللغة العربية 4 متوسط (10 شخصيات موهوبة) للتحميل
» نعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» الحياء من الإيمان
» برهان سلامة الإيمان
» صحيح البخاري- كتاب الإيمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب ششار لكل الجزائريين والعرب :: منتديات إسلامية :: المنتدى الإسلامي العام :: منتدى الحديث النبوي الشريف وأحكامه-
انتقل الى:  
انظم لمتابعي شباب ششار على أو أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا

أدخل بريدك ثم اضغط على اشتراك للإشتراك في القائمة البريدية

˙·٠•● جميع الحقوق محفوضة لمنتديات شباب ششار لكل الجزائريين و العرب ●•٠·˙
Powered by phpBB © Copyright ©2011 - 2012
AHLAMONTADA Enterprises.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الإدارة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
مرحبا بك ضيفنا العزيز تشرفنا زيارتك لمنتدانا ونرحب بتسجيلك من هنا ،إن كنت عضوا يمكنك الدخول من هنا