منتديات شباب ششار لكل الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورمركز رفع الصورالتسجيلدخول

 

 أضحكهما كما أبكيتهما

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
[(:: مؤسس المنتدى ::)]
[(:: مؤسس المنتدى ::)]
المدير العام


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1065
الدولة : أرض الله واسعة
تاريخ التسجيل : 21/01/2011

أنشر وشارك
:

أضحكهما كما أبكيتهما Empty
مُساهمةموضوع: أضحكهما كما أبكيتهما   أضحكهما كما أبكيتهما Icon_minitime1الأربعاء 1 يونيو 2011 - 12:36

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده

أضحكهما كما أبكيتهما


عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت أبايعك على الهجرة وتركت
أبوي يبكيان فقال ( ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما ) (1)
من روائع هذا الدين تمجيده للبر حتى صار يعرف به ، فحقا إن الإسلام دين البر
الذي بلغ من شغفه به أن هون على أبنائه كل صعب في سبيل ارتقاء قمته العالية
فصارت في رحابه أجسادهم كأنها في علو من الأرض وقلوبهم معلقة بالسماء
وأعظم البر ( بر الوالدين ) الذي لو استغرق المؤمن عمره كله في تحصيله لكان
أفضل من الجهاد ، الأمر الذي أحرج أدعياء القيم والأخلاق في دول الغرب فجعلوا
له يوما واحدا في العام يردون فيه بعض الجميل للأبوة المهملة بعدما أعياهم أن
يكون من الفرد منهم بمنزلة الدم والنخاع كما عند المسلم الصادق
قال تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك
الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض
لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )الإسراء 23- 24
بهذه العبارات الندية والصور الموحية يستجيش القرآن الكريم وجدان البر والرحمة
في قلوب الأبناء ، ذلك أن الحياة وهي مندفعة في طريقها بالأحياء توجه اهتمامهم
القوي إلى الأمام إلى الذرية إلى الناشئة الجديدة إلى الجيل المقبل وقلما توجه
اهتمامهم إلى الوراء إلى الأبوة إلى الحياة المولية إلى الجيل الذاهب !ومن ثم
تحتاج البنوة إلى استجاشة وجدانها بقوة لتنعطف إلى الخلف وتتلفت إلى الآباء
والأمهات
إن الوالدين يندفعان بالفطرة إلى رعاية الأولاد إلى التضحية بكل شيء حتى بالذات
. وكما تمتص النابتة الخضراء كل غذاء في الحبة فإذا هي فتات ، ويمتص الفرخ كل
غذاء في البيضة فإذا هي قشر ، كذلك يمتص الأولاد كل رحيق وكل عافية وكل جهد وكل
اهتمام من الوالدين فإذا هما شيخوخة فانية ــ إن أمهلهما الأجل ــ وهما مع ذلك
سعيدان ! فأما الأولاد فسرعان ما ينسون هذا كله ويندفعون بدورهم إلى الأمام إلى
الزوجات والذرية وهكذا تندفع الحياة ومن ثم لا يحتاج الآباء إلى توصية بالأبناء
إنما يحتاج هؤلاء إلى استجاشة وجدانهم بقوة ليذكروا واجب الجيل الذي أنفق رحيقه
كله حتى أدركه الجفاف ! وهنا يجيء الأمر بالإحسان إلى الوالدين في صورة قضاء من
الله يحمل معنى الأمر المؤكد بعد الأمر المؤكد بعبادة الله
ثم يأخذ السياق في تظليل الجو كله بأرق الظلال وفي استجاشة الوجدان بذكريات
الطفولة ومشاعر الحب والعطف والحنان ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما )
والكبر له جلاله وضعف الكبر له إيحاؤه وكلمة ( عندك ) تصور معنى الالتجاء
والاحتماء في حالة الكبر والضعف ( فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ) وهي أول مرتبة
من مراتب الرعاية والأدب ألا يند من الولد ما يدل على الضجر والضيق وما يشي
بالإهانة وسوء الأدب ( وقل لهما قولا كريما ) وهي مرتبة أعلى إيجابية أن يكون
كلامه لهما يشي بالإكرام والاحترام ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) وهنا
يشف التعبير ويلطف ويبلغ شغاف القلب وحنايا الوجدان فهي الرحمة ترق وتلطف حتى
لكأنها الذل الذي لا يرفع عينا ولا يرفض أمرا وكأنما للذل جناح يخفضه إيذانا
بالسلام والاستسلام ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) فهي الذكرى الحانية
ذكرى الطفولة الضعيفة يراعها الوالدان وهما اليوم في مثلها من الضعف والحاجة
إلى الرعاية والحنان وهو التوجه إلى الله أن يرحمهما فرحمة الله أوسع ورعاية
الله أشمل وجناب الله أرحب وهو أقدر على جزائهما بما بذلا من دمهما وقلبهما مما
لا يقدر على جزائه الأبناء (2)
الويل كل الويل لعاق والديه والخزي كل الخزي لمن ماتا غِِضابا عليه أف لك هل
جزاء المحسن إلا الإحسان إليه أتبع الآن تقصيرك في حقهما أنينا وزفيرا ( وقل رب
ارحمهما كما ربياني صغيرا )
كم آثراك بالشهوات على النفس ولو غبت ساعة صارا في حبس حياتهما عندك بقايا شمس
، لقد راعياك طويلا فارعهما قصيرا ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
كم ليلة سهرا معك إلى الفجر يداريانك مداراة العاشق في الهجرِ فإن مرضت أجريا
دمعا لم يجر ، تالله لم يرضيا لتربيتك غير الكف والحجر سريرا ( وقل رب ارحمهما
كما ربياني صغيرا )
يعالجان أنجاسك ويحبان بقاءك ولو لقيت منهما أذى شكوت شقاءك ، ما تشتاق لهما
إذا غابا ويشتاقان لقاءك كم جرعاك حلوا وجرعتهما مريرا ( وقل رب ارحمهما كما
ربياني صغيرا )
تحب أولادك طبعا فأحبب والديك شرعا وتذكر أصلا أنبت لك فرعا ، وتذكر طيب المرعى
أولا وأخيرا ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) (3)


-----------------------------
الهوامش والمصادر
(1) رواه أبو داود ــ كتاب الجهاد برقم 2166 ، والحديث صححه الشيخ الألباني في
صحيح أبي داود / الألباني برقم 2205 ، وصحيح ابن ماجه/ الألباني برقم 2242،
وصحيح النسائي / الألباني برقم 3881 ، وصحيح الترغيب / للمنذري ــ الألباني
برقم 2481
وفي رواية ابن ماجة ( إني جئت أريد الجهاد معك أبتغي وجه الله والدار الآخرة )
رواه ابن ماجة ــ كتاب الجهاد برقم 2772 ، وفي رواية الإمام أحمد ( وأبى أن
يبايعه ) المسند للإمام أحمد ــ مسند المكثرين من الصحابة برقم 6539
(2) في ظلال القرآن ــ سيد قطب ــ دار الشروق ص 2221 (3) التبصرة لابن الجوزي
(1/ 189-190)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://chechar.123.st
sifo40
:: عضو ذهبي ::
:: عضو ذهبي ::
sifo40


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 898
الدولة : CheCher
تاريخ التسجيل : 25/01/2011

أنشر وشارك
:

أضحكهما كما أبكيتهما Empty
مُساهمةموضوع: رد: أضحكهما كما أبكيتهما   أضحكهما كما أبكيتهما Icon_minitime1الإثنين 4 يوليو 2011 - 18:41

ما أجمل بر الوالدين
( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.chechar.123.st
chechar
:: عضو مميز جدا ::
:: عضو مميز جدا ::
chechar


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 451
الدولة : (-_-)*ششار*(-_-)
تاريخ التسجيل : 02/05/2011
العمر : 31

أنشر وشارك
:

أضحكهما كما أبكيتهما Empty
مُساهمةموضوع: رد: أضحكهما كما أبكيتهما   أضحكهما كما أبكيتهما Icon_minitime1السبت 9 يوليو 2011 - 18:23

قصة رائعة جدا
بارك الله فيك وجزاك خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المدير العام
[(:: مؤسس المنتدى ::)]
[(:: مؤسس المنتدى ::)]
المدير العام


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1065
الدولة : أرض الله واسعة
تاريخ التسجيل : 21/01/2011

أنشر وشارك
:

أضحكهما كما أبكيتهما Empty
مُساهمةموضوع: رد: أضحكهما كما أبكيتهما   أضحكهما كما أبكيتهما Icon_minitime1الإثنين 22 أغسطس 2011 - 17:27

sifo40 كتب:
ما أجمل بر الوالدين
( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
كيف لا وقد ربونا ونحن لا نفقه شيئا وسهروا الليالي من أجل كبرنا و..و...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://chechar.123.st
المدير العام
[(:: مؤسس المنتدى ::)]
[(:: مؤسس المنتدى ::)]
المدير العام


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1065
الدولة : أرض الله واسعة
تاريخ التسجيل : 21/01/2011

أنشر وشارك
:

أضحكهما كما أبكيتهما Empty
مُساهمةموضوع: رد: أضحكهما كما أبكيتهما   أضحكهما كما أبكيتهما Icon_minitime1الإثنين 22 أغسطس 2011 - 17:29

chechar كتب:
قصة رائعة جدا
بارك الله فيك وجزاك خيرا
وفيك بركة أخي chechar
تشرفت بمرورك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://chechar.123.st
 
أضحكهما كما أبكيتهما
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب ششار لكل الجزائريين والعرب :: منتديات إسلامية :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى:  
انظم لمتابعي شباب ششار على أو أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا

أدخل بريدك ثم اضغط على اشتراك للإشتراك في القائمة البريدية

˙·٠•● جميع الحقوق محفوضة لمنتديات شباب ششار لكل الجزائريين و العرب ●•٠·˙
Powered by phpBB © Copyright ©2011 - 2012
AHLAMONTADA Enterprises.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الإدارة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
مرحبا بك ضيفنا العزيز تشرفنا زيارتك لمنتدانا ونرحب بتسجيلك من هنا ،إن كنت عضوا يمكنك الدخول من هنا